السبت، مايو 30، 2009

أنفلونزا التخدير والتدمير الفلسطيني


حين يغرد الغراب في بلد القدس والسلام تهرب البلابل إلى جزر تعشق الحياة ، وحين نطهو الوقت بفنجان قصير القامة يقف الأنف متسائلا ..!، هل يستنشق رياح الضياع والغباء المنبعثة من فوهة الفنجان ؟ ، هل يشرب الدقائق وينهي يومه ككل الأيام المنصرمة ؟ ! ، اعتقد أن الإجابة تكمن في محل العطور والبخور ،فإذا ما قلنا انك ذهبت لشراء زجاجة عطر ولا تعرف نوع الماركة التي تريدها فيصبح البائع في حيرة بأمرك وسرعان ما يقدم لك أصناف الروائح حتى تفقد حاسة الشم ولا تميز بين هذه أو تلك ، وأخيرا تنظر بخجل للبائع وتقول:"هات اللي بتشوفه مناسب " فيبتسم البائع .
وهكذا الشعب الفلسطيني تكثر فيه روائح التنظيمات والصراعات والآراء المتكررة حتى أصبحنا لا نفرق بينها وبين سمك البحر ،وأيضا تكثر فيه موائد التعذيب والإذلال لأبناء شعبنا الواحد التي وان لم تكن من الاحتلال فهي وبدون خجل من أكباد دمك وحسبك ونسبك ،وتكثر فيه أشكال الفساد والمحسوبية وغريزة السيطرة والتفرد مما يؤدي إلى زعزعة القداسة الوطنية وعدم إيمان المواطن في قضاياه المصيرية وقدرة المسئولين على إدارة شؤون البلد .
إن استمرار الحصار ،وإغلاق المعابر ،وتلاطم الأزمات، وانتشار البطالة في حشوة المجتمع من عمال وشباب وخريجين ، وعدم قدرة الأسرة الفلسطينية على تلبية احتياجاتها ورغباتها أدي ذلك إلي البحث عن منافس أخري كما نري اليوم من عمل في الأنفاق التي فاق قتلاها 100 شهيد وغالبيتهم من الشباب ، وابتكار لغة هروب جديدة كتناول "حبوب الاترمال " التي تؤدي في نهاية المطاف للإدمان ، والتفكير بالهجرة واستماتت الوديعة الوطنية التي تركها الأجداد للمحافظة على الأرض والعرض ، وانتشار ظاهرة بائعي الطرقات من الأطفال ، ومصاحبة الخوف والتشتت وفقدان الثقة على اثر التفكير في جلسات الحوار التي لم تسفر لغاية ألان عن شئ ، وانشغال الساسة التفرد في التعليم والصحة والسلطة والحكومة والمعبر .. الخ .
إن كل المعطيات التي أسلفناها يجب أن نقف بجوارها علي بعد خطوة نملة ، وان نكون مع أنفسنا أكثر صراحة وعقلانية وجرأة ونقول: إن المستنفذون في حكم غزة غير موفقين في إدارة المهام والمسؤوليات لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني .
ولذلك يجب إعادة النظر في كون الجسد الفلسطيني منقسم ، ويجب أن نسمح بالتعددية وهنا أتكلم عن الضفة وغزة بدون استثناء ، حيث أن الهم والاحتلال لا يقتصر على مساحة ارض محصورة من الوطن بل يجب أن نتذكر أن كل الوطن محتل ومحاصر ، فرائحة الزيتون واللوز والعودة واللاجئين وتطلعات الأمل والوحدة تجوب كل أزقة وحارات ومخيمات الوطن والشتات وإنها لا تفرق بين فتح حماس أو شعبية والجهاد ، وان كنا نختلف .. نختلف فقط في طرق تحرير الأرض لا في النزاع على السلطة والمحاصصة وان كان فيكم أحدا نبيلا فليترك كل هذا وليذهب للميدان في نفوس عاشقة للشهادة لا إلى المناصب الواهية .
فالوقوف عند حدود المعقول والمهم أمر يستدعي الملاحظة والانتباه قبل أن نكون فى دوامة العطور التي تحدثت فيها سابقا فى أول الاسترسال ،لقد أمسينا نراهن على العدد أكثر من التكوين فى جبهة المقاومة والتنظيمات وهذا الأمر فى غاية الخطورة ـ ولو لاحظنا ذلك فى الحرب الأخيرة لوجدناها خير دليل على صدق كلامي ، ومن هنا أطالب قادة فصائل المقاومة والأفرع السياسية بالنظر بعين الحكمة لواقع العدة والعتاد وكيفية ضرب الاحتلال بطرق إبداعية جديدة بحيث ننقل أجواء المعركة إلى الداخل بما يتناسب مع الأوضاع للشعب الفلسطيني ويصب فى المصلحة العامة، لا للمقاومة الغير مدروسة ولا تدرس ملحقات كل علمية التي نجني ومن الكم الكافي من الأهوال والويلات ، وأيضا أطالب الساسة بإفساح المجال إلى تبني عصر البناء والنهوض والتسامح وان نعرف حجم أنفسنا جيدا وان لا تختلط المكابرة مع الكذب فنصبح على ما فعلنا نادمين .
فبالأمس ودعنا يوم النكبة 61 وهنا نحن نقترب من نكسة 67 ونحن لا نعرف مكونات السياسة والمقاومة الغير ممنهجة والغير مدروسة ، ولا نعرف مكونات البناء والعلم الرشيد ، ولا نعرف مكونات الإعلام والتأثير على العالم ، وما مكونات المواطن الفلسطيني الذي سيدافع عن الأرض والقضية ، ولا نعرف مكونات التشرذم الحاصل ومن اين نبدأ وكيف سينتهي ..؟!، وللأسف أصبحنا نتجاهل القيم والأخلاق ومبدأ الأديان الداعي للسلام .
فالذي اخذ زجاجة العطر وهو لا يعرف نوع الماركة ولا حتى مكوناتها سيدفع الثمن غالي والرخيص بسبب بعض الأمراض المصاحبة مثل العمي والزكام والحساسية .
فأي ماركة أنت عليها ألان يا فلسطيني وعلى أي مبدأ تسير ..؟!!.

هناك 3 تعليقات:

  1. في ظل مايحدث الان من حصار ورظوف قاسية ..الناس محتاجه للوحدة للم الشمل..وفي هذا الوقت بالذات لابد من توحيد الصفوف للوقوف في وجه اليهود ..وماحدث في غزة اكبر دليل..فاي قادة يتسترون خلف نداءات الجهاد ..وهم يبحثون عن كرسي (بدهم كرسي من عنا مليون كرسي بس يبطلوا خلافات من السخيف انها تطول )وبالعقل مش مجال للنقاش الاولويات واضحه حق وقضية وارض..
    ليش مانترك هالخلافات جنب ونشوف حال الشعب هو محتاج اكثر ليضل صامد ليقاوم..وان كان التنظيم راح يخليني اكره اخي من دمي ولحمي وابن عمي..بلاها تنظيمات ..ما قيمت الا على اساس هدف واجد الجهاد واعلاء راية الحق واسترداد الارض ودحر العدو..
    هذا هو الاساس لكل تنظيم ..انو يمشي صح..اما اني استقوي سياسيا ..على اخي هذا مش منطق..يشفوا حال الناس ..الشباب ..الارواح والدم الي ضحوا من شان القضية ليش تروح هدر ..التراث الي صانوه الاجداد وكثير امور...
    حال الشباب اليوم مثل ماحكيت مش من حقهم يعيشوا..يدرسوا بعثا للخارج ..يكونوا اسر ..الناس قرفت الانقسام والنزاع والانفصال بين الضفة وغزة ..فلسطين كلها روح وحدة ..الهم واحد والجهاد واحد..
    ولازم نكون فوق كل شي والمصلحة العامة اهم من الخاص..
    قبل لاتشتغل بموضوع ادرس السلبيات والايجابيات استشيراصحاب الخيرة هذا يصح اولا..بشوف شو حاجه الناس ..شو الي يسعدهم ..ويسر حياتهم..

    العالم صارت تتناسى فلسطين بسبب الخلاف..يحكوا هيهم بيقتلوا ببعضهم همهم مناصب ومال ودنيا..ليش مانغير هي النظرة لنرجع الكل ليلتف حول فلسطين من جديد..لى الاقل القلوب الغافلة

    لازم نترك الخلافات ونكون كالبنيان المرصوص..ونشعل الاصرار والصمود والعزم والاراده..ونصفي قلوبنا من الحقد والكراهية لانها تعمي بصيرة المرء عن رؤية الحق..

    فلنقدم الاسلام والدين..ثم الارض وحقي الي انسلب..ثم حاجت اخي المسلم..والمصلحة الجماعية..ثممصلحتي بما يخدم ديني ووطني ويرقى بذاتي..
    الان لان لنعلنها صحوة ونصرة للامة ولنوحد الارواح والقلوب لتنبض بلا اله الا الله والله اكبر..

    الله يجزاك الجنة

    ريحانة الأقصى

    ردحذف
  2. arصعب جدا ان تجد من يتقنون لغة الانتقاد والاغلب يمارس الصمت وانت اخي عبد الحميد خرجت عن الصمت
    اتمنى لك التوفيق وأن ننعم ببلد نفهم فيه معنى الاخوة والانتماء للوطن والشعب بلا محسوبية ولا منفعة انما هو عشق الوطن بلا مقابل بعيدا عن الانتهازية ولغة المصالح الشخصية

    تقبل تحياتي

    رح ـــــال

    ردحذف
  3. اولا انا اعجبت بكلامك الطيب في هذه المقطوعة الجميلة التي تجذب الانتباه وتعجز النفس الذهاب عن هذه الكلمات الجميلة المبدعة من قبل شاعر وكاتب فلسطيني له الشرف وهو يكتب عن فلسطين فانا اقدر جهودك على التعاةن معالديمقراطية الفلسطينة الباقية في عقلك وشكرا يا اخي القدير ومحبتي كلها اليك من اعماق قلبي واتمنى لك التقدم والنجاح

    ردحذف

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار