السلحفاة يمكن أن تحلق بهدوء إذا كان هناك مجال لاستيعابها، ولكن أن تسير بخطي عكسية وغير مدروسة للقفز من الأسفل إلي أسفل الأسفل وتقع علي انفها مصابة ببعض الكسور والقصور،مدعية أنها قادرة علي مواصلة الطريق بنفس الوتيرة السابقة متجاهلة بذلك كل الأصوات التي تنادي بضرورة معالجتها وإعادة تقدير الأمور، لا إلي مواصلة الغرور المبني علي الاحتكار والتنكر من حقوق المواطن الذي يقبع تحت سوط الاستغلال والاندثار الأخلاقي لبعض الشركات التي يحميها المستفردين من هنا وهناك.
وافقني وهاجمني البعض في مقالتي السابقة " شركة جوال علي حافة الهاوية"، واتهموني أنني تلقيت رشوة من شركة الوطنية للكتابة وشن حملة مبرمجة ومدفوعة الأجر ضد الضحية شركة جوال، ولكني بصدق المقدسات الفلسطينية ووضوحها اعترف أنني اكتب من نبض الشارع ومعاناته التي تفطر القلب إلي أجزاء يصعب لملمتها مما رأي من ويلات علي مدار أكثر من عقد ، اكتب ليكون غدنا أفضل وأجمل ، اكتب لأجلكم للحد الأدنى الذي يجب أن توفره شركاتنا الفلسطينية ، اكتب للتحفيز ولتقديم خدمة تقصر مسافات التبعية للاحتلال وشركاته المنافسة، صدقني عزيزي القراء المعذب والمنتظر، لا اطمح من وراء كلماتي استهداف جوال بعينها ولكن يحق لنا أن نقول أننا بحاجة إلي لمس تغير نوعي من ناحية التقدير والاحترام ،لا لمزيد من فيض اللامبالاة والاستهتار ومحاولة التهرب وإلقاء المسئولية علي الأخر كما يحدث بالجانب السياسي.
فلقد آن الأوان لان تعرف شركة الاحتكار الأولي في غزة –جوال أننا تجرعنا علي مدار أكثر من عشرة سنوات الكثير الكثير من العيوب والمشكلات التي تعاني منها وبصدر رحب تفهمنا كل ما واجهت فالبداية دائما ما تكون صعبة ،ولكن اليوم جوال لديها من الخبرة والكفاءة والقدرات والعاملين ما يؤهلها لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء ، فحين يخطأ الصغار لا نلومهم ونحاول مد يد العون لهم وهذا ما حدث فعلا، ولكن حين يخطأ الكبار تكون المعضلة عظيمة بعظمة الفعل أما أن تستمر الشركة في المراوحة بأخطائها بدون تحسين واضح علي الخدمة فهذا أمر يستدعي من شركة بكبر شركة جوال أن تعيد النظر بكافة برامجها وإصلاح خططها والبحث عن حلول بديلة ومقنعة ،حيث أن الشركة خرجت من مرحلة الطفولة وأصبحت ناضجة وحان وقت التدقيق والحساب و إن لم تستطع تطوير ومواكبة عطش العملاء فلتغلق أبوابها اشرف لهاولنا.
ما صدر عن شركة جوال في الأيام المنصرمة من بيانات صحفية ورسائل نصية عبر الجوالات لم يطعم أي عقل ساذج أو يعوض أرصدة المواطنين المتظلمين من قطع المكالمات الفاشلة وإعادة الاتصال مرات عدة فيعود علي الشركة بأرباح ليست من حقها، فيبدو أن الهم الأول والأخير للشركة هو جمع الأموال إن كانت حلال أو حرام.
وأريد أن أسال مدراء شركة جوال بعض الأسئلة:-
1. لماذا لم تدخل شركة جوال خدمة الجيل الثالث ؟.
2. لماذا لغاية ألان لم تعترف شركة جوال ولو بجزء من أخطائها ولا زالت تحمل شركة الكهرباء المسئولية الكاملة؟
3. لماذا لم تقم شركة جوال بالاعتذار لتسريب أرقام العملاء وأسمائهم علي الشبكة العنكبوتية قبل عامين مما سبب العديد من المشكلات؟
4. لماذا لا تزال شركة جوال تصر علي تقديم الاسوء كالشبكة مشغولة ويرجي المحاولة في ما بعد ،وأنت خارج التغطية ، ولا يمكن الوصول للرقم المطلوب حاليا؟
5. لماذا لغاية ألان الشركة لم تعوض العملاء والذين يقدر عددهم في قطاع غزة أكثر 600 ألف مشترك ؟.
6. لماذا ضخت الشركة الشرائح بهذه الطريقة وهي تعلم أن المعابر مغلقة ومعدتها لم تدخل وتنتظر ؟.
وأخيرا أود القول نحن لسنا بحاجة إلي سوبر مسابقات ولكن بحاجة إلي" نص سوبر خدمة زى العالم والناس"، بحاجة إلي تعويض كل المستخدمين وإضافة أرصدة معتدلة ، وبحاجة إلي تعديل الأسعار في ظل الحصار والفقر المدقع الذي يعاني منه القطاع ، وبحاجة إلي اعتذار مباشر بكافة الإذاعات والتلفزيون وعلي كافة اليافطات الإعلانية وبالجرائد والمواقع وان تتعهد بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء، بحاجة لان نشعر أنكم منا ونحن منكم ولا لسياسية اللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة .
شكرا ع الموضوع :)
ردحذف