الأحد، سبتمبر 14، 2008

اقوي مقال لعام 2008


بموجب الأديان السماوية الثلاث ، وبمختلف مذاهبها وفروعها ، فان فلسطين تعتبر مقدسة! ومع أنني لا افقه بالضبط ما هو وجه التقديس وكيفيته ، خارج المعتقد الديني والخيال والتوهم فأنني أؤكد أن فلسطين لا تختلف عن أي ارض علي وجه هذه الكرة الأرضية ... أما التاريخ فهو ينتسب إلي البشر الذين عاشوا على الأرض أكثر من انتسابه للأرض نفسها ... ويبقي أن نقول أن كل وطن مقدس عند أهله ... ولا يحق لأحد غيرهم أن يقدسه تبريرا لمطامع ومطامح استعمارية،
ونحن كفلسطينيين على مدي التاريخ ، لم نر من مثل هذا التقديس ، سوي الدم والهم والغم والخذلان !.
والأوضاع الحالية في العالم لم تبق حقوقا مقدسة لأحد!! وخاصة للفلسطينيين ووطنهم الذي عاشوا على أرضه ، ومرت عليهم كل الديانات بما تدعيه من حقوق وتقديس والإمبراطوريات بكل ما تسلبه بالقوة ، وكل الحروب بما تسببه من دمار وقتل حتى جاءت الموجة الصهيونية ، وهي مهما امتدت وظلمت وخربت فإنها ستبقي مجرد موجة ستتكسر على شاطئ هذا الشعب الصامد ..المجني عليه من الشروق والغرب والشمال والجنوب ، من أهل الأرض كافة ..! بيد انه سيبقي .. وسيبقي كل فرد فيه متشبثا بأرضه ، مقدسا لوطنه ، بغض النظر عن الواقع الذي نحن فيه ، لان غريزة البقاء غريزة وطنية ، وغريزة العناد والتشبث جعلته ممتنعا وعصيا على الإبادة عبر آلاف السنين .
قبل عام تقريبا وعلى وجه الخصوص ، بدا واضحا أن الدول العربية والاتحاد الأوروبي وأمريكا رأس الأفعى والمنظمات الفلسطينية المتأصلة كافة ومعهم الكثير من المؤسسات الغير حكومية المعروفة " بالان جي اوز "، هذه العوالم كلها بدا وضحا أنها ليست معنية بصلب القضية الفلسطينية ولكنها معنية فقط بالتعامل مع مخلفاتها .
فالكلام عن التحرير أصبح كلاما مستهجنا ، وعودة اللاجئين أصبحت المطالبة بها كمطالبة الديوك أن تبيض !!، وتحولت أساسيات القضية إلى مجموعة من الجواري في سوق النجاسة العربية والإسلامية .. وكذلك الفلسطينية !!، وكل ما يقال فقط للاستهلاك الإعلامي .
فالشعب أصبح كمجموعة من أكوام الحطب ، لا نتحدث عنه إلا إذا أردنا إشعال الحرائق ، فالشعب مطلوب منه فقط أن يحترق بالفقر والجوع والخنوع ، أو بالهرولة دون هدف ودون حقوق وراء الفصائل والتنظيمات التي توزع

"الكابونة ".
ويبقي سؤال المواطن الحائر بالشارع/ ماذا بعد 9 يناير سيحدث للقضية الفلسطينية ؟ وماذا سيحدث للمفاوضات الجارية ؟، وهل ستكون مصالحة قبل النكبة القادمة ؟، وهل من الممكن ان نستقبل قوات عربية او دولية ؟، وهل صحيح أن الرئيس سيمدد فترة الحكم الجارية ؟، وأيضا هل ستقدم حماس على تعين رئيسا في غزة وبذلك تعزز فكرة الانقسام ؟، وهل من الممكن ان يعتبر قطاع غزة إقليم معادي ؟ كيف لنا أن نتصور و حالنا أسوء من الجرف ؟!،وهل ينهض الشعب من سباته اللعين ليقول اخرجوا من فلسطين إذا لم تتصالحوا ؟ لا اعتقد !!!.
وختاما فأنني اقترح أن يرفع كل واحد منا يمينه ويلوح بها بعنف حتى يستوعب فيها أقصى طاقته .. ثم ؟!! ثم يصفع نفسه صفعة يضمنها كل غضب الدهر ، صارخا اللهم أنقذني من عدوي الأعظم .. أنقذني من نفسي !! أنقذني من الاندثار ، انقدني حتى لا يغيبني ولا يفنيني الخواء الفكري ، أنقذني حتى لا ابقي مضحكة العالم وعباءة الذل والهوان، بينما كل واحد منا يظن انه أفضل ما خلق الله وافهم خلق الله وأحق خلق الله في السلطة وحكم هذا الشعب المحتل والبحث عن الشرعية ونحن لا شرعية لنا إلا الشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار