الخميس، نوفمبر 20، 2008

توقعات العام 2009 ..

كلما حاولت استنشاق الوضع الممل الذي يصرف النظر عن قضيتنا ،لجأت للكتابة متخفيا بين الفواصل وامتداد الكلمات ، لعلي أجد أحدا يشاركني أوجاعي الفكرية والوطنية ، مستندا بلغتي العربية التي لطالما أعطتني حكمة التواصل ومصارحة الذات على ورقة لا تقوي احتمال عزلتي ، فهي كالزوجة التي كلما نظرت إليها وجدتها أمامي مستعدة لغضبي ، لابتسامتي ، لسهري ، لخربشتي .. لكل شيء، فمع قدوم العام الجديد لا يزال الوطن العربي والحال الفلسطيني يراوح مكانه ، بل بالعكس للخلف سر ، فنحن امة وللأسف تسير للخلف .. فإذا قلنا للخلف در أصبحنا نسير للأمام ، فكم هي الآمال و التوقعات التي استندنا عليها بالعام المنصرم وبالنهاية تذهب بأدراج الرياح ،ولكن لنأخذ الأمور بموضوعية وعمق أكثر من الجري وراء الأوهام والسراب .
قبل الحديث عن التوقعات والنتائج أريد أن أوضح لك عزيزي القارئ عدة قواعد ترتكز عليها هذه الحياة وخصوصا بهذه الفترة الزمنية التي تعتمد على المال ، والسلطة ،وحب البقاء ، وشهوة الشهرة .. إلى الخ من القواعد التي أنجبتها أطماع الساسة وأصحاب القرار حسب مقياس " مصلحتي أولا وأخيرا ، والجميع خدم لمصلحتي "، ولن أتوقف ككل المرات لكي أتفاني في إعطاء الدلائل والشواهد التي تدل على صحة كلامي ، فان حكوماتنا العربية وحرصها المستميت على السلطة تفرض عليها هذه الأسئلة كأخف يستطيع المواطن العربي اتخاذه في هذه الفترة التي استشري فيها الفساد والمحسوبية والتبعية والجبن والإخلاص للعدو كواجهة حضرية ، والتعري الفاضح على شاشات الفضائيات تحت بند الديمقراطية ، والعمالة جهرا تحت بند الحرية الشخصية ، وعدد ولا حرج عن التنازلات والنكبات التي إن صح الوصف .. أصبحت كالملح بأي اتفاقية أو مبادرة سلام محشوة بالنفاق والتلاعب التي لا ترتكز على مبدأ الإنصاف ، إنما هي رعشة سنوات أو شهور وبعدها ستدور الدائرة وتموت لتظهر مرة أخري بأقل ما كانت عليه الأخيرة من بنود تجعلها بمثابة برقية استسلام لا سلام .
فأي توقعات قادمة ستكون بمثابة كوارث حقيقية بناءا علي تراكمات وسياسات حكوماتنا الفريدة والمميزة بصنع الفشل وكيفية انتقاءه،لا تفكر حتى .. فانا لست بمتشائم أو ساخط على الدنيا ، ولكن صدقني لو قلت لك أنني لم أري نافع لجامعة الدول العربية في خلال العام الحالي إلا مصالحة الإخوة في لبنان الشقيق ، وكانت ستحقق رقم قياسي بتاريخ الجامعة لو أنها فعلت ما فعلته بفلسطين بين فتح وحماس ولكن الحظ لا يبتسم دائما .
إليك تصوري البسيط الذي امتلأ وهن وكآبة من الواقع الذي مررنا به ومن المتوقع انه سيحدث بالعام القادم ، ولو أنني أتمني أن تسقط توقعاتي قتيلة بدون اسم ولا عنوان ، ولن أقوم بجمع تكهناتي على إنها فتوى أو حال سيفرض ، إنما سأطرح عدد من الأسئلة وأنت ستقوم بالإجابة بينك وبين نفسك ، حتى لا يعترضك احد ،" فنحن امة معارضة من الدرجة الأولي ـ لا تسمع إلا نفسها وأي شئ أخر سيعد كفرا أو فلسفة لا تطاق ".

هل سنري سلام أو استسلام بالعام القادم ؟.
هل من الممكن حل الخلافات بين فتح وحماس وعودة اللحمة الفلسطينية ؟.
هل ستهرب غزة عن فلسطين وكيف سيكون شكل الحصار بالعام القادم ؟.
هل سنشهد فتح معبر رفح أو ستحل أزمة كهرباء أو الغاز أو الكاز أو الغلاء ؟.
هل سنشهد حل أمام الأزمة الأكثر خطورة وهي التعليم والصحة ؟.
ماذا لو تم اجتياح غزة مع هذه الشرذمة العفنة ؟.
كيف لنا تصور غزة لو أن منظمة التحرير أعلنت غزة كيانا متمردا ؟.
هل ستعلن حماس في حال فشل كل الجهود لأسمح الله .. رئيسا أخر لفلسطين بغزة وما هي نظرة العالم لنا ولها وكيف سيكون شكل الاعتراف بها ؟.
ماذا لو تم تهويد المسجد الأقصى بعد كل هذه الحفريات وهذا الصمت المقزز من امة الخيار؟.
ماذا لو علمت أن حزب الله مازال يتربص للثأر من إسرائيل على اثر اغتيال عماد مغنية ؟.
هل سنشهد حرب نووية بين إيران وإسرائيل ؟.
هل سيرحل الاستعمار الأمريكي عن العراق كما وعد باراك اوباما ؟.
هل ستدخل سوريا اتفاقية كامب ديفيد جديدة مع إسرائيل أو أنها ستكون هذه الفترة مشحونة بالتوتر ؟.
هل ستطبق مبادرة الجامعة العربية أو التعاطي معها ؟.
هل سيعود اللاجئين أو سيزحزح الجدار لمتر واحد للخلف ؟.
هل سيتم القبض على زعيم القاعدة أسامة بن لادن ، هل ستتوقف حرب الإبادة في أفغانستان ؟.
هل صحيح أن الأزمة المالية انتهت ؟. غالبا ما ستكون الأسئلة هذه عناوين إخبارية ، لا اعرف اشعر أن القيامة ستقوم ولكن لا تنتظر الكثير من المستقبل ولكن حاول أن تفعل الأفضل ، فكل عام سيأتي سنشهد جزء وسياسة جديدة من الصراع ، الأفضل أن لم تستطع التغير، أن تهتم في تربية أطفالك ، وحاول أيضا أن تنصر الإسلام والمسلمين بكل مكان ، فمن أرد أن يحلم ويحب عليه أن ينتظر الجنة

هناك تعليقان (2):

  1. مزيد من الأمال والتوقعات

    لربما تكون سراب وخيوط واهية

    ولكن دعنا نتأمل خيرا

    أشكرك

    ردحذف
  2. من اصابع الاموات تقطر الروعة ومن على عتبة طافحة بالانوار ..
    الهواء وحده مكان اقامتنا ..
    الهواء والصرخة المكظومة ...
    والجروح المتناثرة على صدورنا ..
    "
    "
    "
    سقطت هنا سهوا ، ويكاني أغرق وأغرق ومازلت متعلقة باحرف كلماتك ..

    رائعة جدا مدونتك سيدي حد السماء

    ردحذف

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار