الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

في رثاء لفدوي طوقان


حين يموتُ الشاعرُ
يترك فينا وصيةً
معطفه...
وصورةً قديمة بصفحةِ الجريدةِ
وحين يموتُ الشاعرُ
تخرجُ في تشيعيهِ
زجاجةُ الذكرياتَ
وألفُ قصيدةٍ وقصيدةٍ
صَدقوني..
وقفتُ حائراُ .. منكمشا على أبوابِ الكلماتِ
استجمعُ قوتيِ
أردتُ أن أنقمها
أن أحشو جوانبها
أن أدغدغ حلمات حروفها
لتليق بكل الآهات
لتليقَ بكفاحَ شاعرةٍ
لطالما دقتْ أبوابَ الصباحِ والليلات
......
فدوي القضية يا طوقان القدسٌ
يا مهدَ فلسطين أينما ترسٌ
يا سيدةً جعلتني أدورُ..
وأدورُ.. وأدورُ
وأبحثُ فيها عن شقشقة العُصورِ
عن حبٍ غائبٍ
يبتسمُ بزمنِ الرياء
عن يدٍ حرةٍ
لا تخشى الانحناء
عن أجسادِ طاهرةٍ
تٌجيد فلسفة الأعداءِ
عن نساءٍ ورجالٍ قدماء
يستحدثون فينا الرجولةَ
والبطولةَ.. ونخوةَ العظماء
عن فدوي جديدةٍ
تحيي فينا فجرَ الشعراء
..........
فاليوم ها نحن ..
نبكي ونسمو ذلاً
ونرتمي بعطشٍ
تحت أقدام السفهاء
أفلا نخجل أيها الشعب المبجل ..؟!!
ودماء شهدائنا لم تذبل
وصرخات أراملنا لم ترحل
وانين أسرانا لم يدمل
وكتابات شعرائنا وكتابنا لم تقتل
فأين انتم ..
يا من كنتم تخطون بأقلامكم البريئة
فقرنا ... قهرنا .. حبنا ...
وذاكرتنا السليبة .. وهوامش جهلنا
أين نحن منكم أيها الاحياء ؟
أين نحن من إبراهيم طوقان ؟
من محمود درويش
أين نحن من فدوي طوقان ؟
من عبد الرحيم محمود
من ناجي العلي

أين ، واين وكلما أتينا
نعود اقل من جنود
نجر أجسادنا للمعارك
بطبلةٍ ومزمارٍ وعود
ونحمل رايات روبي وهيفا بعيوننا
فكيف لنا تصور الجهود
.........
نامي يا فدوي
فلقد أنسانا الفراش ماضينا
بلذةٍ تنجب أطفالا مغنينا
فلا تسألينا إن تقابلنا
ولا تنتظرينا...
فكل هزائم الأرض تهجينا
نامي
أيتها الرفيقة
يا ارث النكبة العتيقة
فوطننا مثلنـا فاقـد الذاكـرة
ينفينا وهو لا يدري كم هي غربتنا هالكة . . .
حتى صار
مـوتـنـا مـوتـيـن
مـوتُ بغربــةٍ عـن الديـار
وموت نُكفن بغيرِ تربة فلسطين المُباركة . . .
فأي رثاء مركوز على الثاء
إنما هو وفداء لفدوي
شاعرة الأرض.. والماء.. والسماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار