لا تسألوني متى ، فحينما يبكي الصبر.. يفطم ثدي الهوى ، لا تسألوني عن أي شئ .. لا تسألوني حتى.. عن أيام الصبا ،فذكرياتي أكلتها الآلام وما تبقي منها هرب.. لبيت الأيتام ، لا تسألوني عن هويتي .. جنسيتي .. عن طبيعة الأحلام ، لا تسألوني عن قناديل حبي ،وأرجوكِم كفي..كفي اقترابا من حقل الألغام للأسف أصبح الأمل اقتراحا.. يبتلع بساعة الغروب، وليكن نهار أخر يحملنا ونحمله ولكننا لا نسير ، دائما ما كنت أقول :أن يوم الأحد هو نفسه يوم السبت والاثنين ولكن الابتسامة تلاحظها بيوم الأربعاء ، الأيام تختلف ولكن محور الاختلاف يوم الخميس والثلاثاء .لمـــاذا ..؟!.لان الطرق بينهما مرصوفة بالتهديد والوعيد وكلما اقتربنا ارتفع كرش التمديد ، المسافات بينهم عالقة فوق القدمين ، ولا اعلم إن كنت أنت وانا نساوي اثنين !!.إذا المشكلة يوم الجمعة .. لا .. لا المشكلة بساعة الصلاة .. آه .. أسألكم بالله .. هل سيغضب الله لو جمعوا الفجر مع العشاء ؟.الاعتقاد ان الصلاة تجمع للتسهيل ، وان كانت الصلاة حجة التعليل وبعدها راحة القيلولة ومن ثم خليها على التسهيل ، وشعب الله منكبا على وجه ينتظر صبح التهليل .لا يبدو لي ان الاتفاق مشتاق لهذا او ذاك ، لا يبدو لي حتى معرفتهم حجم الإعياء الذي قضم ظهر الأبرياء، لا يعرفوا شيئا ولا يفعلون شيئا سوي الافتراء والكبرياء .أيها المواطن المبجل اترك أمامك خيارا لا خيارين / ارحـــــل ..ولا تأسف على الأيام فكل الذي مضي لا يضام ، فنصف كوب الماء لا يروي حبيبه وان كان يضمن لك الحياة .وان قلت لماذا ارحل؟!اسكت.. أنسيت انك بالزمن المقلوب زمن القطط .. اسكت ولا تسال لان السؤال لم يدمل سوط جلاد تفنن بنقش المكفن .
لاتسأل لما يقتل الأطفال..لاتسأل لما لم يتغير الحال..لاتسأل لما أمتي قد شدت أحزمة الرحال..ولاتسل لما هذا السكوت والصمت..كفى تساؤلا فما ذا جنينا ؟هل تغير شئ؟هل اجيب على الأسئلة؟..أم ضلت عالقة تائهة؟؟
ردحذفبالله كم من طفل سأل أباه وامة؟ لما قتل اخي؟؟ لما شردنا؟؟ لما هذا المحتل يسلب أرضنا؟؟
ويحرق كل أحلامنا وأمانينا؟؟
فأين الجواب؟ سوى دمعات تتساقط ..ونكتفي..لانك من فلسطين ..ولأنك من رحم امة الإسلام..لانك انسان تنطق ربي الله..أما عن صمت الأمة فلا تسل..فهي غارقة في سبات ..ولم تتيقظ بداخلها نخوة المعتصم حين صرخنا وااااااامعتصماه..
أجبني يا أبتي ..لما الفلسطيني قد ختم عليه أينما رحل بانه محروم ..انه ارهابي..لما أطفال فلسطين ليسوا كأطفال العالم..
اسكت ياولدي ماكل هذا التساؤل؟؟ تكفينا الآلام ..
أيا طفلي الصغير الحائر..أتبحث عن جواب..فأنا أجيبك..أتعرف لماذا؟؟؟
لأنك أبيت إلا ان تعيش عزيزا وتموت عزيزا..فدفعت ثمنها دماءا ودموع..وحياة قهر وحرمان...لأنك صرخت بكل الصمود والتحدي والثأر..لن نهنأ بعيش مع محتل..واقسمت على ذلك..لأن لك قضية حملتها على عاتقك وأسمعتها للعالم..لأنك عشقت الجهاد والجنان وقدمت مهر الحور..لأنك الشموخ في زمن الإنكسار...لأنك شمعة الأمل المشرقة في دنيا اليأس والمستحيل..في دنيا الملذات..
لأنك فلسطيني متيم ..عاشق لليل ..حارس للأقصى الجريح..
فعش حياتك بما فيها ..فأنت اسعد الناس..مهما احاطت بك كواسر الحياة..وأرهقت كاهليك الأحزان والأوجاع..عش وارمي التساؤل وضع إجابتها بالعز والبطولة..ففي زماننا لانحتاج إلى تساؤل ولاننتظر الجواب ..ولاحتى ان تستيظ الامة من احلام السراب..بل الأقوال تشتاق إلى الأفعال..فسطرها بدم قلبك..واصمم اذنيك عما يقال..فأنت فلسطيني لاتعرف المحال..
الله يجزاك الجنة..
كلمات رائحة ضجت حروفها بحزن مدفوع وتروي قصة غزة العزة..
ريحانة الأقصى