الأربعاء، نوفمبر 28، 2007

بتخلي عن أولادي ولا بتخلي عن الشيشة...!!


" بتخلي عن أولادي ولا بتخلي عن الشيشة " هكذا قصفت هذه الشرذمة رجولتي مما دعاني للذهاب والتحدث مع هذا الشخص الأبله السحيق، والغريب في الأمر أن هذا الشخص له قدره في المجتمع فهو يعمل في احدي المؤسسات المحترمة ،فتوقفت مكان ما هو جالس وقلت: بنبره أشبه ما تكون من الامتعاض والاستهجان " شو فيه معقول وصلت فيك الجرأة انك تتمنى الشيشة على أطفالك " فما وجدت إجابة إلا الصمت والاستغراب ، وهذا الشئ ما دعاني للذهاب بصمت أيضا ، فكلما تذكرت هذا الموقف ازداد إيماني بأن هناك موجة هبل قادمة على قطاع غزة،وقد تكلمت بهذا الموضوع في مقال " الكارثة المحدقة بغزة "،والأمر الذي يدعو للابتسامة هو تهافت الناس على ابتكار وتعلم طرق صنع التبغ المعسل بالمواصفات القياسية الخليجية .
فالتبغ المعسل: تبغ مفروم يتم الحصول عليه من توليفة من نباتات من فصيلة نيكوتيانا تباكم ونيكوتيانا رستيكا أو أي توليفة منهما مضاف إليه دبس قصب السكر( العسل الأسود ) أو العسل الأسود والمولاس والجلسرين وهو يستخدم عن طريق التدخين في الشيشة.
فهي أصبحت صنف من أصناف الضيافة الشرقية فأينما تسير في شوارع غزة وترى تجمعا فاعلم علم اليقين أن التي تجمعهم هي راقصة العصر " الشيشة " ، فأصبح من غير المعقول تحمل فكرة طلاق الشيشة أو الابتعاد عنها، فهي ترتكز في كل بيت وأحيانا توضع كجزء من ديكور البيت ، ولا الحصار ولا غيره قادر علي أن يمنع الناس من التدخين بالشيشة، فأكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني مدمن على هذه الآفة القاتلة حتى بعد غلاء الأسعار، فلقد أصبح سعر علبة التبغ المعسل 40 شيكل ولا زال هناك عدد هائل من الشعب يقوم بشراء هذه العلبة القاتلة مع العلم أن شركات الإنتاج تضع شعار على كل عبلة " التدخين مضر بالصحة وقاتل" ولكن لا نرى ما نحب ونعلم انه سيقتلنا ويدمر صحتنا ويسبب لنا الأزمات الصحية وضيق فى التنفس، ولكن لا حياة لمن تنادى، فما هو سبب الاهتمام الشعبي بهذا المنتج الخطير أكثر من طعام البيت ؟!.
هو الكبت والتفريغ النفسي وإعلام الجسد والعقل انه ما زال هناك شئ يستحق الحياة، فنتائج الاستطلاعات والتحليل النفسية لدي العلماء أثبتت ناجعة التدخين في تخفيف حده الملل فالمدخن أحيانا يشعر أن الصديق الوحيد له هو السيجارة أو الشيشة، وحبس الدخان في الجسد لفترة طويلة يعنى انه يفكر بطريقة سلبية أما إفراغ الجسد من الدخان بشكل سريع فانه يفكر بطريقة ايجابية، فنصف المدخنين لا يدخنون والنصف الأخر مدمنون، فالشعب الفلسطيني من أي نصف برأيكم ؟!
المجنون فما الذي يجعل شخص يدخن التبغ المعسل وهو يعلم أن طريقة الصنع التي قام بها بالبيت قد فشلت ويستمر في التدخين حتى انه يغمى عليه، وقد حدثت هذه الحادثة مع احد الجيران، وما الذي يجعل شخص يسرف كرته الجوال فقط لمعرفة طريقة عمل المعسل، وما الذي يجعل الشغل الشاغل هو الحديث عن طرق تعلم المعسل مع انه هناك أمور حياتية تستحق الحديث أكثر من السبب التافه الذي يشغلهم، وما الذي يجعل شخص اخر بإرسال التهنئة أو التعزية عبر رسالة sms بنجاح أو فشل التجربة، وما الذي يجعل شخص بشراء علبة معسل بـ40 شيكل في ظروف اخطر ما تكون على الشعب الفلسطيني من حصار خانق يدمر اقتصاد البلد ، وما الذي يجعل شخص يبخل على أولاده بالمصروف لشراء علبة سجائر ثمنها 30 شيكل، وما الذي يجعل شخص بسرقة علبة سجائر بدلا من طعام فما هى حجة هذا السارق " الكيف وله مجنون " .
عيب والله عيب، ناس ميش لاقيه الأكل وناس بتدخن هوا، وبدكوا إيانا ننتصر أى من هيك ما راح يجي النصر، يا شعب المنافقين والمدمنين والله يجب ان يضرب هذا الشعب على فرجه لانه فعلا لا يستحق الحياة ، ناس بتستشهد وناس لما تسمع الخبر بتشيش وبتدخن ، شو هذا اسمه ؟، أصبح هذا الشعب عديم الإحساس أبله غير نافع غير بالأكل والدخان والنسوان .
ولما تسألوا شو بكره بدك تساوى ؟! بقولك بدى اعمل تبغ المعسل وأشوف طلعت كابونة وله لاء ويمكن يقولك ميش عارف ، لأول مرة أشوف واسمع بشعب ميش عارف ميش عارف وبدكوا تحرروا فلسطين.
" أي أنا بطلت اعرف فلسطين منكم، بدكوا تنسوا الهم انسوا، بس ميش هيك تنسوا القضية كمان "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار