الأربعاء، نوفمبر 28، 2007

قصة حب تروض مؤتمر الخريف


" ثلاث سنوات وأنا خاطب ومش قادر أتزوجها شو اعمل يا الله" هكذا انتهى الحوار بيني وبين صديقي وحل البكاء مكان الكلمات، وحضنته كطفل يبكى بحضن أمه كأنه يستلب الرجاء الأخير منى ، بعد أن فقد الأمل في محاولة الوصول للضفة الغربية لكي يتمكن من الزواج منها، فالمعاناة ليست هنا ولكن تكمن في طبيعة التعبير عن الإحساس المتقطع عبر الجوال أو عبر الانترنت ، فهو يعيش حالة هسترية من الاشتياق والحنين فكلما صراعه الحنين اتصل بالجوال عليها مؤكدا في كل اتصال على التمسك بها ، قائلا: "إن الحصار لن يمنعني من التمسك بكى حبيبتي" ، فقصة الحب هذه مستمرة منذ أكثر من خمسة سنوات وهو يحاول الوصول للضفة الغربية، لكي يتمكن من تحقيق حلمه الصغير فهو لا يحلم أن يهاجر أو يكون ملتي ملياردير ، فهو يطلب اقل الحقوق الطبيعية والإنسانية للتعايش والحياة ، فمنذ 7سنوات وأكثر ونحن نخضع لسياسة حصار همجية وقمع، وضرب، وحواجز،وتدمير للبنى التحتية، وسياسة استصالية متعمدة لفصل الضفة عن القطاع وتقطيع المناطق الجغرافية بما يخدم السياسة الإسرائيلية ، فالغريب اليوم أن الحصار أصبح واقع محتوم على الشعب الفلسطيني وخصوصا قطاع غزة ، فمن يرفض هذا الواقع هو نفسه الغريب عن هذا الشعب المناضل الصامد .
فمؤتمر الخريف محكوم عليه بالفشل، إن لم تؤخذ المواضيع الصغيرة قبل الكبيرة على طاولة المفاوضات ، فالسياسية الإسرائيلية المتعارف عليها هي الوعود الكاذبة وسلب المواقف القوية والتمنع من إضافة الجديد لحين الوصول لحل واضح واعتراف خطي بكل الحقوق اليهودية ، فهذه السياسة نابعة من سياسة الغابة، فانصح الرئيس بأخذ القضايا الصغيرة على مؤتمر الخريف ،فسيكون من الجميل والرائع مناقشة إسعاد الشعوب وليس تملك الحكومات ، وفى حين نتمكن من معالجة المشاكل الصغيرة سيكون بمقدورنا معالجة العوائق الكبيرة والتي تهدد المستقبل المجهول ، فان عدم الرؤية المستقبلية سيهدد تكوين الأجيال القادمة فسلسلة الأخطاء المتكررة ستمنع أي قيامة تقوم على الشعب الفلسطيني.
فمنذ أكثر من ربع قرن ونحن نطالب بنفس المبادئ ولم نتغير في سياسية المفاوضات مثل عودة اللاجئين ، أراضي 67 ، القدس ، الأسري ، كونها أهم القضايا وأكثرها خطورة ،فمن المستحيل أن نرضي بأقل من ذلك بعد هذه التضحيات وهذا الصراع المرير ، لا خلاف على ذلك، لكن المشكلة لغاية الآن انه لم يتحقق ولم نسترجع شئ ،بل بالعكس نحن نسير للخف في كل يوم ، فما هي المشكلة الحقيقية !؟ ، المشكلة الكارثية هي أننا لم نعالج الأمور الصغيرة وتنسينا المواطن المحطمة عزائمه ، وعدم تحقيق أي شئ من أحلامه العصفورية التي كان كل ما تمنى اشتد الحصار .
فلنذهب إلى مؤتمر الخريف بقصة حب أفضل لنا من أن نعود بخيبة أمل تحطم الشعب وتبيد تماسكه وحلمه في بناء مواطن يخفر بكونه فلسطينيا وفي دولة ابعد ما تكون في ظل هذا الزمان، ولكن ستكون فلا بد للقيد أن ينكسر ، فما دعاني لكتابة هذا المقال ليس عطفي على صديقي ولكن من مدى استغرابي لهذا الواقع المؤلم فحصري للب القصة لا يستثني معاناة شعب كامل من احتياجات ومشاكل أولية فما أنا إلا مواطن احلم أن نكون في حال أفضل من هذا الحال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار