الجمعة، ديسمبر 07، 2007

ازهقنا ..وبعدين...؟




"ولك مالك صاير زى البغل " ، " شو مالك قرفان " ، " وين الدين اللى عليك " ،
" كمان يومين بتصلك الكابونة " ، " مال الولد عيان " ، " بدهم يقطعوا الكهربا بقولوا "،
" نزلت الرواتب عالصراف " ،" الزنانة قصفت سيارة " ، " ما روحت على عزى فلان "
" ما في علاج بالمستشفى " ، " أبصر مين أنخطف "، " ولك بدي أهاجر من البلد "
" الأسعار صارت زى النار " ، " انقطع راتب فلان يا حرام " ، " ولك وين رايح ..عجهنم "
" ايش بتعمل .. قاعد " ، " متى بدهم يفتحوا المعابر " ، "والله انخنقنا " ،" بقولوا في شهداء برفح وبجنين " ، " هات الشيشة يا ولد " ، " العيد أجي وما معنا نعيد " ،" فكرك نرجع مثل الأول "، " بقولوا في مفاوضات سرية لحل الأزمة بين فتح وحماس " ،
" يقصف عمرهم دمرونا " ، " البلد واقفة " ، " سحلب يا أولاد " ، " يلعن ….." .
إذا أنت فلسطيني بتكون هالعبارات أو بعض منها صقلت من شخصيتك نوع من العفن القهري ، أو انك تداولاتها في حديثك مع الأهل أو الأصدقاء أو أتت بالصدفة على مسامعك .
فكلما أردنا الراحة والهروب من الواقع المتزمت وذهبنا للبيت لنرتفأ دفئ السرير أو لمداعبة أطفالك ،تفاجأت انك تبكي أو تنظر على الواقع المظلم الذي ينتظر أبناءك،فأنت لا تستطيع تغير نفسك لتستطيع تحقيق الأحلام التي رسمتها أنت وزوجتك لأطفالك .
فتكرار هذه العبارات يوحي أننا لا نتقدم ولا نري أي مستقبل مشرق حتى مع تهافت الخطابات التي تطمئن الشعب وفحواها ، أن العمل والبناء والإصلاح وتحقيق الحلم الموعد بإقامة دولة وجميع الترهات الطفولة التي رسمتموها ، قد اقتربت فاصبروا .
على ماذا نصبر ونحن نسمع من مثل هذه الشعارات ونحن لم نولد فهي التي أطربتنا للحياة وجعلتنا نلفظ الملائكة ونأتي لنعيش معكم ، الم تنتهوا بعد من الكذب والنفاق والرياء والاحتيال والاحتلال لهذا الشعب المنكوب المسلوب الضائع في أجواف سياطكم ، الم تنتهوا بعد من الشجب والاستنكار ومن لفظ نعرات الصغار ، الم تنتهوا يا سادة من ترجمة ثقافتكم الوضيعة والمسمومة في عقول الكبار والصغار ، الم تكتفوا من اللعب بدماء الشعب وكأنها لعبة قمار .
وأتوقف عند صرخة أم فقدت ابنها أو عند بكاء شاب فقد نظره من الأحداث الأخيرة ، فعندما يراق في حديث الناس الذي لا ينتهي عن الأحداث وضياع القضية ومن نهب وسلب وقهر وظلم والاستبداد والتفرد بالقرارات ، انظر بعجب لتلك الثقافة القبلية ، فأنا خائف فعلا من نقلها للأجيال القادمة ، فان حدث الحدث الاجم " وطلع الولد مثل أبوه سلامتك وتسلم على القضية " .
أرجوكم يا أخواتي يا أبي وأمي،يا جدي و يا صديقي يا شعب فلسطين لا تدعوا أبنائكم بالشارع بعد اليوم ، لا نريد أن يتخرج أبناءنا كما تخرج هؤلاء للقتل والضرب وللعصيان، نريد أن نربي أبناءنا على الإبداع والبناء والحرية وعلي المقاومة الصحيحة وعمليات التكتيك الجيد للمعركة ، نريد أن يفهم العالم اجمع أننا انتصرنا على معالجة أنفسنا ، فهي دعوة صحيحة لتحقيق الحلم بنهضة أبناءنا.
ولا اقصد تغير الأخلاق الحميدة أو اعتناق سياسة الغرب في نهج التعامل والتربية مع الأبناء ، إنما نريد الوصول لحال الأمة والثقافة في العهد العثماني قبل الاستعمار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى قد استمتعت بكلماتى ولو كان لك راى شارك فى سجل الزوار